السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أميمة بنت صبيح
نسبها
هي : أميمة بنت صبيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنيَّة بن سعد ابن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس .
أم سيد الحفاظ الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي اليماني
توفي والده وهو صغير وعاش يتيماً في كنف أمه أميمة والتي تعرف بأم أبي هريرة .
قدم أبو هريرة على النبي مسلماً في المحرم من سنة سبع للهجرة ، ورفضت أمه
أن تسلم ، وظلت على شركها ، وكان يدعوها إلى الإسلام فتأبى أن تسلم لله
ولرسوله ، حتى جاء يوماً إلى رسول الله يشتكي حال أمه وما هي عليه من
الشرك ، وطمعاً بدعوة رسول الله لها فأسلمت وقرت عينا أبي هريرة بإسلام
أمه .
قال أبو هريرة :كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فاسمعتني
في رسول الله ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله إني
كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فاسمعتني فيك ما أكره
فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة ، فقال رسول الله : "اللهم اهد أم أبي
هريرة" ، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله ، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو
مجاف ، فسمعت أمي خشف قدمي ، فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعت خضخضة
الماء ،قال : فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت :
يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،قال :
فرجعت إلى رسول الله فأتيته وأنا أبكي من الفرح ، قال قلت : يا رسول الله
أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه ، وقال
خيرا ، قال قلت : يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده
المؤمنين ويحببهم إلينا ، قال فقال رسول الله : "اللهم حبب عبيدك هذا -
يعني أبا هريرة وأمه - إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين" ، فما خلق
مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني .
وعندها رضي الله عنها من الكرم والجود ما يجعلها مثالاً يحتذى به .
عن حميد بن مالك بن خثيم ، أنه قال : كنت جالسا مع أبى هريرة بأرضه
بالعقيق ، فأتاه قوم من أهل المدينة على دواب فنـزلوا ، قال حميد : فقال
أبو هريرة : اذهب إلى أمي وقل لها إن ابنك يقرئك السلام ويقول أطعمينا
شيئا ، قال : فوضعت ثلاثة أقراص من شعير وشيئا من زيت وملح في صحفة
فوضعتها على رأسي فحملتها إليهم فلما وضعته بين أيديهم كبر أبو هريرة ،
وقال : الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودان
التمر والماء ، فلم يصب القوم من الطعام شيئا فلما انصرفوا ، قال : يا بن
أخي أحسن إلى غنمك وامسح الرغام عنها وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من
دواب الجنة ، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتى على الناس زمان تكون الثلة من
الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان .
وفاتها
لم نعلم سنة وفاتها غير أنها قبل ابنها ، ومعلوم أن أبا هريرة مات سنة (59)هـ .
فرضي الله عنها وأرضاها ، ورضي عن ابنها ، وجعل جنة الفردوس مأواهم