بسم
الله الرحمن الرحيم ..
قال الله تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر"،
وقال: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون"
[المؤمنون:1-2]...
فإذا كبرت للصلاة ..
تخيل/ي الكعبة أمام عينيك ..
والصراط تحت قدميك ,,
والجنة عنيمينك والنار عن شمالك ,, وملك الموت ورائك
,, وأن رسول الله يتأمل صلاتك وصليها كآخر صلاة بحياتك,
فكبر الله بتعظيم وإقرأ وتدبر وإركع بخضوع وإسجد ب
خضوع وإجعل في صلاتكالخوف من الله والرجاء في رحمته
ثم سلم ولا تدري أقبلت أم لا؟؟
فسبحان الله القائل :
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله صدق الله
العظيم
فانت عندما تكون في الصلاه تكون في لقاء مع الله تبارك
وتعالى والدخول في الصلاة يعني
الدخول على الله تبارك وتعالى, فهل تفكرت اخي بالله واستشعرت هذا
المعنى ؟؟
وهل تخيّلت أنك عندما تقول : (( الله أكبر )) فإن الله بجلاله
وعظمته يقبل عليك .. وينظر إليك ؟؟
هل استحضرت هذا المعنى العظيم والذي يجسده الحديث القدسي
: (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل .. ))؟؟
فلا يخشع في صلاته إلا من أحب الله تعالى .. ومن أمثلة
المحبين لله تعالى حقا وصدقا
ابن قيم الجوزية - رحمه الله - والذي يقول في القلب شعث "أي تمزق" لا يلمه إلا الإقبال على الله , وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا
الأنس بالله , وفي القلب خوف وقلق لا يذهبه إلا الفرار
إلى الله .فأنت مسكين يا من لم تجرب البكاء في صلاتك
بين يدي ربك عز وجل مسكينة يا من لم تشعري بجسدك
وقلبك يرتجفان لذنب أذنبتيه , خوفا من الله الواحد القهار
...
فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليصلي ستين
سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل
له : كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل
ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله
ركعة واحدة!! قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : يأتي على الناس
زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني
لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان !!!!!!! فماذا لو أتيت إلينا
يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟؟!
ِويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز
كأزيز المرجل من البكاء؟
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,, فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ... فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى
: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .... فيسقط
الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا فهل
شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية
؟؟؟؟.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... وأسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يستمعونإلى القول (( أو يقرأ القول )) فيتبع أحسنه
........اللهم آمين ...اللهم ارزقناقلبا خاشعا خاضعا
ذليلا بين يديك يا الله