القصيدة المضرية
يا رب صلِّ على المُختار من مُضرٍ = والأنبياء وجميعِ الرُّسل ما ذُكروا
وصلِّ ربِّ عـلى الهادي وشيعته = وصحبه مَنْ لِطيِّ الدِّينِ قد نشروا
وجاهدوا معه في الله واجتهدوا = وهاجروا وله آووا وقد نصروا
وبيَّنوا الفرْضَ والمسنونَ واعتصبوا = لله واعتصموا بالله فانتصروا
أزكى صلاةٍ وأنماها وأشرفها = يُعطّرُ الكونَ ريّاً نَشرُها العَطِرُ
معبوقةً بعبيق المسكِ زاكية = من طيبها أرَجُ الرِّضوان ينتشرُ
عَدّ الحصى والثرى والرمل يتبعها = نجْمُ السما ونباتُ الأرضِ والمَدَرُ
وعَدّ وزنِ مثاقيلِ الجبالِ كذا = يليه قطْر جميع الماء والمطرُ
وعَدّ ما حَوَتِ الأشجارُ مِنْ وَرَقٍ = وكُلُّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلى ويُسْـتطرُ
والوحش والطير والأسماك مَعْ نَعَمٍ = يليهمُ الجنُّ والأملاكُ والبشر
ُ
والذرّ والنمل مع جَمْعِ الحُبوبِ كذا = والشعرُ والصوفُ والأرياشُ والوبرُ
وما أحاطَ بِهِ العلمُ المحيطُ وما = جرى بِهِ القلمُ المأمورُ والقدَرُ
وعَدّ نعمائك الّلاتي مَنَنْتَ بها = على الخلائقِ مُذْ كانوا ومُذْ حُشِروا
وعَدّ مِقدارهِ السّامي الذي شَرُفَتْ = به النّبيُّون والأملاكُ وافتخروا
وعَدّ ما كانَ في الأكوانِ يا سَنَدي = وما يكونُ إلى أن تُبْعثَ الصُّورُ
في كل طرْفةِ عين يطرفونَ بهـا = أهلُ السّماواتِ والأرْضينَ أو يَذرُوا
مِلْءَ السماواتِ والأرْضينَ مع جبلٍ = والفرشِ والعرشِ والكرسي وما حصروا
ما أعْدمَ اللهُ موجوداً وأوْجَدَ مَعْـ = ـدوماً صلاةً دواماً ليسَ تنْحَصِرُ
تستغرقُ العَدَّ مع جَمْعِ الدُّهورِ كما = تُحيطُ بالحَدِّ لا تُبْقي ولا تذرُ
لا غايةً وانتهاءً يا عظيمُ لها = ولا لها أمدٌ يُقضى فيعتبرُ
وعَدّ أضْعافِ ما قدْ مَرَّ مِنْ عَددٍ = معْ ضِعْفِ أضْعافه يا مَنْ لهُ القدَرُ
كما تُحِبُّ وتـرْضى سيِّدي وكما = أمَرْتنا أنْ نُصلّي أنت مُقتدرُ
مع السلامِ كما قدْ مَرَّ مِنْ عَددٍ = ربِّ وضاعِفهما والفضلُ مُنتشر
ُ
وكلُّ ذلكَ مضْروبٌ بحقكَ فـي = أنفاسِ خلقكَ إنْ قلُّوا وإنْ كَثروا
يا ربِّ واغْفِرْ لقاريهـا وسامِعِها = والمُسْلمِين جميعاً أيْنمَا حَضَروا
ووالدينا وأهلينا وجِيرَتِنـا = وكلُّنا سيِّدي للعفوِ مُفتقر
ُ
وقدْ أتيتُ ذنوباً لا عِدَادَ لها = لكنّ عَفوَك لا يُبْقي ولا يَذرُ
والهَمُّ عنْ كُلِّ ما أبْغِيه أشْغَلَني = وقدْ أتَى خاضِعاً والقلبُ مُنكَسِرُ
أرْجوكَ يا ربِّ في الدَّارَيْنِ ترْحَمُنا = بِجَاهِ مَنْ في يَديْهِ سَبَّحَ الحَجَرُ
يا ربِّ أعْظِمْ لنا أجراً ومغْفرةً = فإنَّ جُودَكَ بَحْرٌ ليْسَ يَنْحَصِر
ُ
واقض ديوناً لها الأخلاقُ ضائقةٌ = وفَرِّجِ الكرْبَ عَنّا أنتَ مُقتدرُ
وكُنْ لطيفاً بنَا في كلِّ نازلةٍ = لُطفاً جَميلاً بهِ الأهْوالُ تنْحَسِر
ُ
بالمُصْطفى المُجْتبى خيرِ الأنامِ ومَنْ = جَلالةً نَزَلتْ في مَدْحِهِ السُّوَرُ
ثمَّ الصَّلاةُ على المُخْتارِ ما طلعَتْ = شَمْسُ النّهارِ وما قدْ شَعْشَعَ القمَرُ
ثمَّ الرِّضا عنْ أبي بكرٍ خليفتِهِ = مَنْ قامَ مِنْ بَعْدِهِ للدِّيـنِ يَنتصِـُر
وعَنْ أبي حَفْصٍ الفاروقِ صَاحِبهِ = مَنْ قوْلُهُ الفصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
وجُدْ لِعُثمانَ ذي النُّورَيْنِ مَنْ كَمُلتْ = لهُ المَحَـاسِنُ في الدَّاريْنِ والظَّفَر
ُ
كذا عليٌ مع ابنيهِ وأمِّهِمَا = أهلُ العَبَاءِ كَمَا قدْ جَاءَنا الخَبَرُ
سَعْدٌ سَعيدُ ابْنُ عَوْفٍ طلْحَةٌ وأبو = عُبَيْدةٍ وزُبَيْرٌ سَادَةٌ غُرَرُ
وحَمْزَةٌ وكذا العَبّاسُ سيِّدُنا = ونَجْلُهُ الحَبْرُ مَنْ زَالتْ بِهِ الغِيَرُ
والآلُ والصَّحْبُ والأتْبَاعُ قاطِبَةً = ما جَنَّ ليْلُ الدَّياجي أو بَدَا السَّحَرُ
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليمآ كثيرآ