حين تتلقى من أحد مساعدة أو اهتماما تجد نفسك تقوم بشكره والثناء عليه تلقائيا , وتبذل له ما في وسعك من امتنان , وهكذا يكون رد الجميل . بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال : ( اشكر المنعم عليك , وأنعم على الشاكر لك تستوجب من ربك الزيادة ومن أخيك المناصحة )
وقال أحد الحكماء : ( الشكر ثلاث منازل , ضمير القلب , ونشر اللسان , ومكافأة اليد . )
إن الشكر داعية الزيادة كما أنه يخلق التواصل بين الأفراد , ويعرف الشخص المشكور أنه أجاد عمله وكسب قبول المتلقي .
وينبغي أن نعتاد الشكر مقرونا بالدعاء ليتولد لدى الناس الشعور بالارتياح , وحتى لو ترسخ لدينا مفهوم ( لا شكر على واجب ) فلا بد أن ندرك أن الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله . فلماذا لا نشكر عامل النظافة في الشارع وفي الأماكن العامة والسائق والخادمة والخباز والنجار وإمام المسجد الملتزم بعمله , والمعلم الحريص على تلاميذه , والطبيب الساهر على راحة مرضاه, ورجال الأمن الذين يحرسون بلادنا ..
ومن الملاحظ أن الجيل الحالي اعتاد ان يأخذ دون أن يشكر , وعليه لا بد من تنمية ثقافة الشكر لدى المجتمع بجميع فئاته ,فقد اعتدنا أن نأخذ دون أن نشكر , وأن نعطي دون أن نلتمس امتنان الآخرين . وهذا خلل سلوكي يحتاج لعلاج .
لذا نطالب الآباء والمربين أن يعودو أولادهم حمد الله على كل نعمة أو ابتلاء , ويربوهم على شكر والديهم ومعلميهم وكل صاحب فضل عليهم .
ان الشكر يضفي على صاحبه صفات جميلة ورائعة ,ولن يأتي ذلك دون تربية وتعليم لنصل الى الأروع وهي ثقافة الشكر , فحين تتوفر لديك ثقافة الشكر ترضى بما قسم الله لك من رزق , وتتلاشى عوامل الغرور والكبرياء, وتنقشع غمامة الحزن عن سماء حياتك ,حين تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما حصل لك من خير هو من فضل الله ... حينئذ تصبح بالشكر عابدا متعبدا ...وبالحمد ممسكا متمسكا ... وبنفسك سعيدا راضيا ...
ألسنا حقا بحاجة إلى نهج ثقافة الشكر ؟!!