هى ابنة الهدهاد بن شرحبيل بن يعفر وكان ملكاً على سبأ باليمن حوالي 800 ق.م ولم يكن له اولاد فولاها العرش. ثار بعض من رجال مملكتها على توليها العرش بقيادة عمر بن ابرهه المعروف بسؤ الخُلق. عرض عمرو عليها الزواج فوافقت وعندما دخل عليها ذبحته وخلصت نفسها وقومها من هذا الفاسق ووطدت اركان مملكتها.
كان قومها يعبدون الشمس وبقية الاجرام السماوية وعندما جاء الهدهد واخبر سيدنا سليمان عليه السلام بنبئها ارسل لها اقصر خطاب في التاريخ وهو (الاتعلو علىَّ واتوني مسلمين).
من قراءة السورة يتضح لك أشياء كثيرة ودلالات منها كما قال الكاتب مصطفى كشميش:
1/ الانصاف: بالرغم من اختلاف دينها عن دين سليمان عليه السلام إلا أنها وصفت خطابه لها بأنه (كتاب كريم).
2/ الشورى: علماً بأنها ملكة على بلد قوي وصاحبة سلطان وبأس ومع ذلك تطلب المشورى من أهلها قائلة: (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون).
3/ الخبرة وحُسن السياسة: هى تعرف طبائع الملوك وقد شهد لها الحق تعالى بذلك كما جاء في تفسير ابن كثير حيث قالت (إن الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة أهلها اذلة) فأيدها الرب بقوله (وكذلك يفعلون). تنزه سليمان عليه السلام من فعل الملوك.
4/ معرفة الخصم قبل اتخاذ القرار: لم تغتر بقوتها وجيشها وحضارة بلادها لكنها انحازت الى العقل والرويه عند اتخاذ القرار وعليها ارادت ان تختبر سليمان هل هو من الذين يُشترون بالمال أم لا. لذلك ارسلت له هدية قيمة تليق به وبها لكنه لم يكن من الرجال الذين يبيعون الاوطان والمباديء.
5/ عدم العجلة في الحكم: لما سألوها: اهكذا عرشك؟ لم تجب بالنفي أو الاثبات بل قالت (كأنه هو).
6/ الانحياز الى الحق: عندما قابلت سيدنا سليمان وعرفت أنها كانت على ضلال قالت (ربي أني طلمت نفسي واسلمت مع سليمان بالله رب العالمين).
7/ الرؤية الثاقبة: عندما علمت واحست آيات الله في سيدنا سليمان عليه السلام قالت ( آمنت مع سليمان) وليس لسليمان.