الزوج الذى
يتشكك في كل شيء يخص زوجته، إنما يعذبها ويعذب نفسه، وتصور له خيالاته
أوهاماً لا أساس لها من الصحة، وقد يغري زوجته ـ إن كانت ضعيفة الإيمان ـ
إلى ارتكاب الإثم فعلاً.
فلمَ الغيرة وقد اخترت زوجتك لدينها وخلقها، ولم يرد منها ما يستدعي الشك أو الغيرة؟
وقد تدفع المرأة أحياناً
زوجها للغيرة بغير قصد ـ لاستهتارها وقلة خبرتها ـ وذلك حين تتحدث أمامه
عن شخص ما، وتثني على الكثير من صفاته وأخلاقه.. فيشعر الزوج بإعجابها
بذلك الشخص وأنها تفضله عليه، فيندفع نحو الغيرة من ذلك الشخص ويغضب من
زوجته.
أسباب الغيرة
ويرجع علماء الاجتماع والطب النفسى الغيرة الزوجية إلى الأسباب الآتية:
1-الفروق الاجتماعية أو
العمرية أو المادية او العلمية بين الزوجين، وعدم التكافؤ بينهما وسوء
الاختيار، كل ذلك يهيئ المناخ المناسب لبعث الغيرة وإشعال لهيبها..
2-المرض النفسي الذي له جذور
ورواسب قديمة تمتد إلى فترة الطفولة، وهذا السبب لابدَّ له من العلاج
النفسي، لأنَّ دوافعه كامنة في أعماق النفس ولها جذور يجب الغوص فيها
وإزالة آثارها قبل أيّ شيء.
3-إذا الزوجة جميلة جدا، وتحاول إبراز جمالها او مفاتنها وتعرض جمالها للناظرين!
جميلة بشكل واضح
عندما تكون المرأة جميلة بشكل
واضح، فإن ذلك يجعلها عرضة دائما لإبداء الإعجاب بها، ومحاولة التقرب
إليها والتعرف عليها، وهذه التصرفات تدفع الرجل إلى محاولة فرض سياج حولها
لعزلها عن كل العالم المحيط بها حتى لا يرى هذا الجمال سواه، ولكن الغيرة
عندما تزيد عن حدها، فإنها تصبح قيدا مملا تسعى المرأة إلى كسره بكل
قوتها، فعندما يقوم الرجل بوسائل تقيد المرأة بطريقة مبالغ فيها يدفعها
ذلك إلى النفور منه، وبالتالي كراهيته والغيرة على الزوجة الجميلة يجب ألا
تتجاوز حدود الغيرة التي تعبر عن الحب لها والإعجاب بها.
اما منعها من مزاولة عملها أو
الخروج من البيت وغيرها الكثير من التصرفات التي يقوم بها الرجال الغيورون
تدل على أنانية شديدة وحب للتملك، وفي ذلك مصادرة لكل حقوقها في ممارسة
حياتها بصورة طبيعية بعيدة عن كل الأمراض النفسية التي يمكن أن تتعرض لها
نتيجة هذه التصرفات، وأول هذه الأمراض هو الاكتئاب نتيجة العزلة المفروضة
عليها ومنعها من الاختلاط بالآخرين ومحاولة إلغائها كإنسان له كيان وفكر
وعقل، وليست امرأة جميلة فحسب.
سيدتي: عندما تعيشين مع زوج
يحمل هذا الخليط من السمات والسلوكيات، فلاشكّ في أنَّك بحاجة إلى عون
وإرشاد ومساعدة، وإليك هذه الإرشادات:
1-كوني واثقة بنفسك، وحاولي
تنمية الحبّ بينك وبين زوجك، وابتعدي عن كلّ ما يثير شكوكه وظنونه. ولا
تخالفيه في نفسك وتعصي أوامره؛ فتزيد شكوكه. وتعاملي معه على أنه شخص يمر
بأزمة ويحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويحيطه بالعطف والحب والحنان، فلا
تنفعلي إذا سألك عن أمر ما، بل عليك أن توضحي له كل شبهة؛ فيطمئن بذلك
ويطرد أفكاره ووسوسته، وتحلي بالصبر والإرادة والأمل للقضاء على آفة
الغيرة المرضية لدى زوجك.
2-لا تجيبيه عن الأسئلة التي
لا نهاية لها، فبدلاً من أن تحاولي الدفاع عن نفسك دفاعاً لا نهاية له،
حاولي أن تدرِّبى زوجك على ألاَّ يسأل مثل هذه الأسئلة.. ولعلّ أفضل طريقة
في تدريبه على ذلك هي أن تجيبيه عن سؤال أو سؤالين، ثمَّ تتوقفي عن
الإجابة عن أي أسئلة أخرى يطرحها عليك.. وقد تجدين بعض الصعوبة في
التطبيق، ولكن إذا أخذت بهذه السياسة وسيطرتِ على ذاتك، فقد تجنين ثمارها
الطيبة بعد عدَّة أسابيع، فالسلوك الذي لا يقابل بالمثل ولا يُعزَّز.. من
شأنــه أن ينطفئ ويــزول.